شاهدت فيلم عسل أسود للفنان احمد حلمى الذى اصبح مميزا جدا فى أختياراته لأفلامه فى الفترة الأخيرة عن كل مايعرض فى
الساحة من أفلام مبتذلة وسطحية ولا تضيف أى شىء ولا تترك داخل المتفرج انطباع بعد مشاهدة الفيلم
فتتميز أفلام الفنان احمد حلمى فى الفترة الاخيرة بالمعنى الذى يحويه الفيلم وخطواته الثابته وحرصة الدائم بعدم أسائة الأختيار حتى لايشوه الصورة الجميله التى تكونت لدى جمهورة عنه وأحساسهم الدائم بأنه دائما هناك جديد وبشكل غير مبتذل
أما عن فيلمه عسل أسود ...وعن انطباع كمشاهدة عاديه بعيدا عن أنتقادات المتخصصين فى هذا المجال
أستمتعت بمشاهدة الفيلم لأنه قدر يعبر عن ملخص لسلبيات كتير فى بلادنا بأسلوب مضحك وراقى بعيدا عن الأبتذال الشديد
سواء عن سلوكيات الناس فى التعاملات اليوميه والأفكار التى تستحوذ على تفكيرهم وأيضا أسلوب الحياه فى بلدنا
وفى نفس الوقت أبرز الدفىء والحاجات الحلوة التى من الصعب أن توجد فى أى مكان أخر بعيدا عن مصر
ممكن تكون الفكرة الرئيسية للفيلم مكررة لكن أعتقد ان المعالجة مختلفة وعميقة لشخصية مصرية عاش معظم حياته فى الخارج ثم دفعه الحنين لزيارة بلده وأحساسه بالأختلاف بين مصر زمان ومصر الأن واسلوب الحياة فى مصر وخارج مصر الذى جعله يشعر فى انه مسجون داخل بلده بلا حقوق أو كرامة وبدأ يفكر للسفر مرة اخرى
وفى أثناء مشاهدتى للفيلم كنت أضحك ولكن مع الضحك أتأمل الأحداث وأفكر وأحلل المواقف والكلمات وأشعر انها معبرة كتير عن الواقع الذى نعيشه حتى فى أصغر المواقف فى الفيلم أو فى جمل بسيطه لكن تحتاج من المشاهد أن يتاملها حتى يعرف المقصود منها وليس مجرد
الضحك فقط فهو فعلا ملخص متميز جدا لسلبيات كتير فى بلدنا ولكن بأسلوب مضحك
وقبل نهاية الفيلم هناك جملة كخاتمه لهذا الفيلم الجميل على لسان أحد ابطال الفيلم ...أنه رغم السلبيات الكثيرة حولنا إلا ان فيها حاجة حلوة ممكن السلبيات تتغير لكن الحاجه الحلوة صعب تتوجد بعيد عن بلادنا أو بمعنى أخر أحنا ممكن نتقدم مثلهم ونحسن من سلبيتنا ونرتقى بفكرنا ونحسن اسلوب حياتنا لكـــــن احنا فينا حاجة حلوه صعب انها تكون عندهم ...بلدنا عسل ولكنها للأسف عسل لونه اسود
عجبنى كلمة التغيير.... والأمل أن تتغير السلبيات التى تشوه الصورة الجميلة لبلادنا ولكن من أين سنبدأ بالتغيير
هل من التعليم ؟؟أم أختيار المعلمين ؟؟ والمناهج أم الأعلام وأهميته فى نشر فكر راقى مفيد يرتقى بعادات الناس وطرق تفكيرهم
أم الاسرة وأهتمامهما بان تربى أطفال ناجحين بالنسبة لأنفسهم ومفيدين لمجتمعهم بعيدا عن التربيه بفكرة كيف تكسب دائما حتى ولو
على حساب الأخريين
اعتقد ان نقطة البداية ستكون من داخلنا أذا قرر كل مصرى من هذا الشعب المحاولة فى تصليح هذه الصورة وإعادتها جميله
البداية من إيماننا بأن كلنا مسؤلون عما وصلنا له من تاخر وقبح
وأن نبدأ بأنفسنا فى التغيير إلى الأفضل والأصح والاجمل
أتمنى لكل من سيشاهد الفيلم مشاهدة ممتعه ولكن مع المشاهدة أتمنى ان يتامل الاحداث التى سيجد كتير منها بتقابلنا فى حياتنا اليومية ويفكر كيف ممكن أن تتغير هذه الاحداث فى يوما ما
ولا انسى بالذكر ......موسيقى صاحب الأنامل الذهبية الفنان عمرو خيرت التى كانت مميزه جدا وأحد أبطال هذه اللوحة الفنية الجميلة والسيمفونية الراقية لتكتمل هذه التركيبة السحرية فى الكوميديا الراقية والمعبرة عن معانى كتير والمصاحبة لدعوة للتأمل والأحساس بما يحوية الفيلم الذى أضافته الموسيقى المميزة للمشاهد من عمق أكثر
ودائما فى أمل ....ان بكرة أكيد أحلى من اليوم